منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تــــم نقـــل هذا المنتدي إلي موقع آخــــر ... ننتظر انضمامـكــم لأسرة منتدانا لنخدم معاً كلمة الرب ... منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات


 

 الرهبانية ومؤسسوها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




الرهبانية ومؤسسوها Empty
مُساهمةموضوع: الرهبانية ومؤسسوها   الرهبانية ومؤسسوها I_icon_minitimeالجمعة فبراير 28, 2014 12:25 pm

الرهبانية ومؤسسوها

 بقلم مار أثناسيوس أفرام برصوم مطران بيروت وزحلة سابقا

نشأ نظام الرهبانية، أي حياة التبتل والزهد والاعتزال،

 مع المسيحية في مهدها، فقد وُجد منذ صدرها رهبان وراهبات تبتلوا وتعبّدوا،

 وكانوا يقيمون في البراري أو القرى أفراداً أو مجتمعين اثنين أو ثلاثة،

 ويذكر العلامة ابن العبري أن الرهبانية عُرفت بعد الصعود بمائة سنة،

 ويشير يوسطينوس الفيلسوف في كتاباته التي يرجع تاريخها إلى سنة 160م

إلى ألوف العذارى اللواتي نذرن حياة الزهد والبتولية،

 وبعده بأربعين سنة يطالب ترتليانوس بإعطائهن المكانة اللائقة بهن في الكنيسة.

على أن الرهبانية لم تتخذ شكلاً بارزاً في حياة المسيحية إلاّ في القرن الرابع،

 إذ هرع كثيرون من الرجال إلى البوادي والبراري للتعبد والابتعاد عن ضوضاء الحياة المادية العالمية،
 
وعلى مرّ الزمن تطورت هذه الحركة حتى غدت قوة هائلة إلى جانب الكنيسة النظامية،

 وتفرع موكب المسيحية إلى قوتين،

 إحداهما في المدن والحضر تحت زعامة الأساقفة تحيا الحياة المسيحية في الأوساط الوثنية،

 وهرعت الأخرى إلى القفار لتحياة حياة الزهد وإذلال النفس،

بالروح عينها التي بذل بها الشهداء حياتهم من أجل السيد المسيح.

وجذبت الرهبانية في أول عهدها أقوى المسيحيين روحانية وأعمقهم تعبداً،

 مما جعلها فيما بعد ـ على الرغم من ابتعادها عن العالم وبعدها عن الكنيسة ـ

أن تتولى الزعامة في الحياة الفكرية المسيحية.


زار أحدهم الأديرة المصرية في القرن الرابع فقال يصف حياة الرهبان:

 «يعمل بعضهم في استغلال الأرض، وآخرون في الحديقة،

وبعضهم في حانوت النجارة، وآخرون في صناعة السلال أو حياكة ملابس الكتّان،

 أو دباغة الجلود أو صناعة الأحذية، بينما كان يتفرّغ آخرون للدرس والكتابة في غرف خاصة، وكانوا

 يتعلمون الكتاب المقدس استظهاراً».

إذن، من كدّ أيديهم كانوا يزوّدون أنفسهم بالطعام والكساء،

 وأما لباسهم فكان جلباباً من الكتان فوقه رداء خشن وقلنسوة صغيرة،

 ومنطقة من صوف يحزم بها الرداء في ساعات العمل، ونعالاً في القدم،

 وقد حمل كل منهم على كتفيه فروة، وأمسك بيد عكازاً،

 وإذا تبقى منهم طعام أو بعض المال من بيع منتجات أيديهم،

 كانوا يوزعونه على فقراء الفلاحين في القرى القريبة منهم.


قال القديس يوحنا الذهبي الفم في الرهبان في معرض حديثه عن فضيلة التواضع:
 
«تعال معي نطوف في البراري والجبال وبطون الأودية،

 ونشاهد الذين تخلّوا عن الغنى والمراتب العالية والشهوات الزائلة والأموال والأراضي،

 ولزموا الأعمال المتعبة والحرف الحقيرة، هذا يحرث الأرض ويزرع ويحصد،

 وذاك يجمع الحطب أو يسفّ الخوص أو يشتغل بعمل القفف أو يخدم الفقراء.

 هؤلاء كلهم أعرضوا عن الكبرياء والافتخار وروّضوا أنفسهم على التواضع،

 فأشرقت على الأرض فضائلهم وجذبوا الناس إلى عمل الخير».

ولكنه ـ أي الذهبي الفم ـ مرّ يوماً وهو في طريقه إلى المنفى بناسك حبس نفسه في زاوية لا يغادرها،

 فكان أصحابه يأتون إليه بطعامه، فصاح في وجهه قائلاً: «قم واشتغل في كرم الرب،

 فإن ذلك أفضل عند الله من عيشة الكسل هذه، اخرج من زاويتك واذهب إلى أنطاكية،

 وساعد في المناداة بالإنجيل في فينيقية».

ويذكر تاريخ الرهبانية أن بعض أولئك الزهاد أذلوا أنفسهم أيّما إذلال وعاشوا حياة جد قاسية،

 فكان بعضهم لا يأكل إلاّ مرة واحدة كل خمسة أيام، ويمتنع البعض الآخر عن شرب الماء إلاّ نادراً،

 كما عاش في أماكن ضيقة بحيث لم يكن في وسعهم مـدّ أرجلهم فيها،

أو فوق رؤوس الأعمدة كما فعل مار سمعان العمودي،

وحرم بضعهم أنفسهم لذة النوم مثل مار برصوم، وغير ذلك من أساليب القمع والإذلال.

 وإذا كان هناك من يأخذ على هؤلاء الزهاد هذا النوع من الحياة فإنه لا يسعنا في الوقت نفسه إلاّ الإكبار

 من شأنهم والاعتراف بأن كثيرين منهم وجدوا لذة روحية في تلك الحياة القاسية وبلغوا مرتبة رفيعة من

 الغبطة وهدوء النفس، ولمع منهم معلّمون وزعماء روحيون خلّد التاريخ أسماءهم لأنهم حوّلوا المناسك

 والديارات إلى مدارس زاهرة، فيها تربّى دعاة المسيحية وطبقات الأساقفة، والقديسون والكتّاب الذين

حفظوا للعالم كتب العلم والدين وزوّدوا أتباعهم ومريديهم بأفضل التعاليم عن الحياة المسيحية.

ومن مصر انتقلت الرهبانية إلى بلدان الشرق الأخرى،

 واتخذت مواطنها في سواحل فلسطين الجنوبية وبادية الشام وبرية قورش وجبل الرها والجزيرة

وطورعبدين وجبل الموصل وجبل ماردين وضواحي قيصيرية قبدوقية وطورسينا.

ومن الشرق انتقلت الرهبانية إلى الغرب، إذ أن القديس أثناسيوس الإسكندري

عندما سافر إلى رومية سنة 330 سحب معه راهباً من النطرون في مصر يدعى «أمونيوس».

 وكانت الرهبنة فكرة لم تخطر على الغرب ببال، فاستهواهم ما فيها من روحانية، واعتزموا اعتناق

مبادئها، ولكنهم لم يعتزلوا في أديرة في أول الأمر، بل ذهبوا إلى خلوة في فلسطين،

القديس هيرونيمس وأتباعه أول من سار في هذا السبيل،

 ولم تتخذ الرهبانية في الغرب شكلاً منظماً إلاّ على يد الراهب بندكتوس،

 وهو مؤسس ورئيس أول دير في جبل كاسينو على مقربة من نابولي بإيطاليا وذلك سنة 528م.

على أن الأديرة في الغرب لم تستطع محاكاة أديرة الشرق في التصلب

 والتشديد في الامتناع عن كل أنواع المآكل المغذية، بل تسامحت في كثير من المواد

 التي حسبها الراهب الشرقي متعة للجسد. كذلك تسامحت الرهبانية في الغرب في جهادها

 وتفكيرها إلى حد بعيد، حتى غدت خلايا الأديرة أشبه بمنائر تشعّ منها العلوم والثقافة،

 وتحوّلت الأديرة ـ كما في الشرق ـ إلى مدارس للتعليم والتهذيب،

 فخرّجت منها مؤثرات كان لها أكبر الفضل في ترقية الحياة العلمية والعقلية والروحية،

 وانتقل أولئك الزاهدون من خطة الاعتكاف عن العالم إلى خطة أخرى،

 اتجهوا فيها إلى تهذيب العالم، وبثّ روح الحياة والتجديد في البيت والدولة والكنيسة.

الرهبانية ومؤسسوها 1800370_654231094634238_1664449150_n

 ...يتبع....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




الرهبانية ومؤسسوها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرهبانية ومؤسسوها   الرهبانية ومؤسسوها I_icon_minitimeالجمعة فبراير 28, 2014 12:31 pm

الرهبانية ومؤسسوها - الجزء الثاني

 بقلم مار أثناسيوس أفرام برصوم مطران بيروت وزحلة سابقا


 القديس بولا:

لم تكن جذوة الفجر قد دبّت بعد في فحمة الليل عندما فتح القديس أنطونيوس عينيه

 في فجر يوم من أيام عام 347 فتناول عصاه وألقى عباءته على كتفيه وسار في

 القفر الواسع الممتد بين النيل والبحر الأحمر،

 يبحث عن إنسان كان قد أوحي له أن يسعى إليه لأنه ناسك فاضل ومتوحّد صالح

سبقه إلى حياة الخلوة، وجدّ كوكب البرية في البحث،

 وبعد بحث طويل وجهد كثير وجد الكهف الذي كان يأوي إليه الحبيس القديس.

 ولما شعر الناسك بوجود حركة قريبة منه أغلق باب الكهف عليه وتحصّن فيه،

 فانطرح أنطونيوس على الباب متضرّعاً إلى الحبيس بدموع لكي يرثي لحاله ويفتح

 الباب.

ما الذي دعا بولا إلى أن يقطع صلته بالحياة فيسكن في ذلك القفر الموحش،

لا صديق يؤنس وحشته ولا رفيق؟ إن لذلك قصة.

إن التاريخ الكنسي يعتبر بولا الطيبي أول النساك المتوحدين،

 وسُمّي الطيبي نسبة إلى طيبة إحدى عواصم مصر القديمة التي وُلد فيها عام 234 في عائلة مسيحية ثرية،

 ومنذ حداثته غرس أبواه التقيان في قلبه أزاهير الفضائل المسيحية،

 وأنفقا في سبيل تثقيفه المال الكثير حتى تمكّن من آداب اللغتين اليونانية والقبطية

ورسخ فيها كعبه. وكان لبولا أخت وحيدة تزوّجها رجل كان قد طمع في ثروتها،


ومات أبواه وهو في سن الخامسة عشرة تاركين له ثروة طائلة.

وفي عام 250 عندما أثار القيصر الظالم داقيوس على الكنيسة اضطهاده الشديد،

 مضى صهره الجشع ووشى به آملاً أن يُقبض عليه ويُقتل، فيعود الميراث كله إليه.

 وأحسّت الأخت بالمكيدة فبكت، بكت كما لم تبكِ من قبل،

 أإلى هذا الدرك ينحدر الإنسان؟ زوجي يسعى إلى قتل أخي ليستأثر بشيء اسمه ذهب

 إذا ما قضى قضى معه وذهب؟ ألا ما أكفرك أيها الإنسان.



وعلم بولا الوديع المتعلّق قلبه بالله بما صار بواسطة أخته،

 فسلّم أمره إلى الله وترك المدينة وهام على وجهه في البرية،

 وكان ذلك آخر عهده بأخته العزيزة، بل بالدنيا كلها.

وفي القفر هداه الله إلى مغارة في الجبل الشرقي كان بالقرب منها عين ماء سلسبيل

ومجموعة من أشجار النخيل، فأقام ثمَّ يقتات من ثمر الشجر ويكتسي من نسيج

 ورقها. وأخلص العبادة لله معموراً قلبه بذكره متوفراً على تسبيحه وتحميده في وحدة

 وصيام، لا يؤنس وحشته سوى وحش القفر، وهو على الغالب أكثر وفاءً وإيناساً من

 الإنسان.

وكان القديس بول في الثالثة والخمسين عندما جاءه ذات أمسية غراب وبمنقاره نصف

 رغيف خبز وضعه أمام الناسك وطار، وظلّت هذه الأعجوبة تتكرر كل يوم حتى انتقل

 إلى جوار ربه محموداً سعيه، ولنعد الآن إلى الأنبا أنطونيوس.

إنه ما زال منطرحاً على الباب يبكي ويتوسل إلى القديس ليفتح الباب ويقبله،

 حتى رقّ له الناسك الشيخ وفتح الباب،

 وكانت لحظة اندفع الشيخان بعدها الواحد نحو الآخر وتعانقا وهما يذرفان دموع

الفرح، لأن الله كان قد أوحى إلى كل منهما من يكون رفيقه.



قال بولا: إيه أخي أنطونيوس، لقد تكبّدت مشقات سفر طويل لتصل إلى شيخ مجهد

 وتشاهد إنساناً بلغ ساحل الحياة.



كيف حال الدنيا اليوم ومن هو الملك؟ وهل لا يزال الناس على غباوتهم في عبادة

 الأصنام؟ وفيما هما يتحادثان، أقبل الغراب وفي فمه رغيف كامل، فهتف بولا وقلبه

يطفح بعاطفة الشكر نحو رحمة الله وحنانه: أنظر يا أخي ما أعظم عناية الله بنا وما

 أغزر رحمته، لقد صار لي ستون سنة وأنا أغتذي كل يوم بنصف رغيف يأتيني به

 الغراب، فلما حضرت أنت أرسل الله رغيفاً كاملاً،

 فسجدا كلاهما للرب شاكرين عطفه وجوده.

وفيما كان الأنبا أنطونيوس هناك سمع من القديس بولا جلية خبره ودنو أجله،

 فغمّه الأمر وذرف عليه عند وفاته دمعاً غزيراً وصلّى عليه وكفّنه بعباءته،

 واحتار أنطونيوس كيف يواري الجسد الطاهر في التراب،

 وبينما هو في حيرته ساق الله إليه أسدين أقبلا متململين على قدميه،

 ثم ابتعدا عنه قليلاً وأخذا يحفران الأرض بمخالبهما،

 ولما فرغا من عملهما تقدما إلى أنطونيوس فوضع يده على رأسيهما وأطلقهما،

 ثم دفن جسد القديس بولا في تلك الحفرة وبات ليلته بالقرب منه يتلو الأدعية

والصلوات. ولما لاح الفجر حمل قميصاً من الخوص كان القديس قد نسجه،

 ورجع إلى تلاميذه فحكى لهم ما عاينه وسمعه من أمر القديس الذي عمّر نحواً من

 مائة وثلاث عشرة سنة.

وهكذا، لم يشأ الله تقدّس اسمه أن يترك تلك الفضيلة السامية بل الجوهرة الثمينة

 مدفونة في بطون الرمال، فالهم عبده الوفي أنطونيوس ليذهب ويكتشفها لأبناء البيعة هدية غالية.
الرهبانية ومؤسسوها 1920129_654883074569040_1384238317_n
 ...يتبع....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




الرهبانية ومؤسسوها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرهبانية ومؤسسوها   الرهبانية ومؤسسوها I_icon_minitimeالجمعة فبراير 28, 2014 12:36 pm

الرهبانية ومؤسسوها - الجزء الثالث

 بقلم مار أثناسيوس أفرام برصوم مطران بيروت وزحلة

مار أنطونيوس منشئ طريقة النسك المنفرد:

ولد حوالي سنة 251 في بلدة (قمن) بصعيد مصر من أسرة عريقة غنية وأبوين

صالحين ربياه على مخافة الله، فاقتبس عنهما شيئاً كثيراً من حميد الخصال،

ومات أبواه وهو في العشرين، فانصرف إلى إدارة أملاكه وبيته والعناية بأخته.


وذات يوم سمع في الكنيسة قول السيد المسيح للشاب الغني:

 «إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني» فاتخذ هذا القول لنفسه وأطاع الوصية حرفياً،

 فباع أملاكه ووزعها على الفقراء والمحتاجين، وأودع أخته بيتاً لبعض العذارى

الورعات وصرم حبل الدنيا، منفرداً في البرية عابداً الله قامعاً جسده مروضاً نفسه.

وهناك حاول إبليس إغراءه بمختلف الوسائل ولكن رجل الله غلبه بالصلاة والصبر

والرجاء مستعيناً في جهاده بقوة المسيح سيده وربه،

 وأفلح في إماتة شهواته وكظم غيظه وقمع جسده، فلم يكن يقتات إلا يسيراً،

ولم يكن يرتدي إلا المسوح، ولم يكن يفترش إلا الأرض وحصيراً بالية.

أوى أولاً إلى قبر مجهور، ثم إلى قلعة متهدمة، وانتشرت أخبار صلاحه وتقواه،

 فهرع إليه الناس في البرية يطلبون البركة والشفاء على يديه،

 وسار وراءه خلق كثير أخذوا عنه الطريقة في التعبد والاعتزال،

 فكان هو مؤسس الرهبانية الانفرادية أي التعبد في المناسك والصوامع على انفراد.

وخرج القديس أنطونيوس أبو الرهبان مرتين عن عزلته في الصحراء إلى الحضر،

 مرة في عام 313 ليشجع الشهداء ويعزي المضطهدين في شدة الطاغية مكسيميان،

 وقد اشتاق أن يكون هو نفسه شهيداً، فكان يظهر في مدينة الإسكندرية علناً ويتقدم

إلى الحاكم ويجادله ويحاوره، ولكن لأمر ما امتنع الحاكم عن إيذائه،

 وعاد القديس إلى صومعته في البرية، وراح الناس يتقاطرون أفواجاً للتبرك منه وسماع نصائحه، وإذا خشي أن يشغله هذا عن التعبد،

 مضى إلى البرية الداخلية مع قوم أعراب حيث وجد بعد مسيرة ثلاثة أيام عين ماء

 وقليلاً من القصب وأشجار النخيل، فأحبّ الموضع وسكن فيه،

وكان العرب يأتون إليه بالخبز، وأما وحوش البرية فقد أنِست به ولم تؤذه فاتخذ منها

 أصدقاء له. والمرة الثانية عام 351 م يوم قدم ليعضد أثناسيوس الرسولي في

جهاده ضد الآريوسيين الذين حاولوا إفساد الحق بباطلهم.

وكان مار أثناسيوس قد زاره قبل ذلك سنة 333 م ومكث عنده فترة من الزمن

 التماساً للأمن، فأخذ عنه، وكتب سيرته فيما بعد، فأقبل القوم رجالاً ونساءً على

قراءتها بلهفة وشغف، وشاعت في إيطاليا طريقته في التعبّد والنسك فاقتدى بها

 الغربيون، وبعد هذا التاريخ بمائة سنة قرأ أغسطينوس هذه السيرة التي كتبها

أثناسيوس فقرّبه إلى الله وهدت قلبه إلى الحق.

وانتهت إلى مسامع الملك قسطنطين أخبار هذا القديس في برية مصر،

 فكتب إليه يمتدح ورعه ويطلب إليه أن يصلي من أجله،

 ففرح زملاؤه برسالة القيصر، أما هو فلم يحفل بها

 وقال لهم: هوذا كتب الله ملك الملوك توصينا كل يوم ونحن لا نأبه لها بل نعرض

عنها، ولكن بعد إلحاح زملائه واقتناعه بأن هذا الملك إنما هو من أنصار الدين وحمأة

 الكنيسة، أرتضى أن يكتب له رسالة باركه فيها وطلب أن يسود السلام الإمبراطورية

 والكنيسة.

وبعد عمر طويل شارف على المائة والخمس،

 انتقل القديس إلى جوار ربه وذلك في اليوم السابع عشر من شهر كانون الثاني

عام 356 بعد أن انتشر في العالم المسيحي عطر قداسته وتقواه وشاعت عنه

 الخوارق والمعجزات.

وكان قد أوصى بإخفاء جسده في البرية، وإعطاء عكازه

 للقديس مقاريوس الذي كان قد زاره وألبسه زي الرهبنة،

 وفروته للقديس أثناسيوس، والمنطقة الجلد لتلميذه سرابيون،

 ودوّن عنه ورهبانه رسائل روحية ونصائح نافعة اعتزت بها الكنيسة والأديرة دهراً

 طويلاً.
الرهبانية ومؤسسوها 1619250_656428897747791_430460635_n
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعاد
الادارة العامة
الادارة العامة
سعاد


عدد المساهمات : 17886
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
الموقع : لبنان

الرهبانية ومؤسسوها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرهبانية ومؤسسوها   الرهبانية ومؤسسوها I_icon_minitimeالإثنين مارس 10, 2014 11:56 pm

الرهبانية ومؤسسوها Mmea9u


 
الرهبانية ومؤسسوها 2zoazkn
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




الرهبانية ومؤسسوها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرهبانية ومؤسسوها   الرهبانية ومؤسسوها I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 11, 2014 11:06 pm

الرهبانية ومؤسسوها Almstba.co_1371578220_389
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




الرهبانية ومؤسسوها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرهبانية ومؤسسوها   الرهبانية ومؤسسوها I_icon_minitimeالخميس مارس 27, 2014 6:01 am

لك كل  الشكر و التقدير  لموضوعك القيّم  و  المفيد

اختي الغالية  روما


دام لنا  حضورك المميز  و  روعة  مواضيعك



الرهبانية ومؤسسوها 377189749





 :lol: (سينقل الموضوع الى قسم  المواضيع المتكاملة ) :lol: 







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




الرهبانية ومؤسسوها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرهبانية ومؤسسوها   الرهبانية ومؤسسوها I_icon_minitimeالخميس مارس 27, 2014 11:29 am

الرهبانية ومؤسسوها 294405851
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرهبانية ومؤسسوها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» درجات الرهبانية
» ظهور الأنظمة الرهبانية في مصر وتطورها
»  طريق الرهبانية و مراحل الرهبنة ومعناها
» الحياة الرهبانية في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية
» ذكرى مرور 100 عام على دمج الإمبراطورية البيزنطية الرهبانية في جبل آثوس إلى دولة اليونان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات  :: القسم الروحى :: المواضيع المتكاملة-
انتقل الى: