العالم وشهواته

العالم وشهواته

من رسالة يوحنا الرسول الأولى أصحاح 2

15 لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب
16 لأن كل ما في العالم : شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم
17 والعالم يمضي وشهوته ، وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد
هذا الرسول القديس عجيب في محبته التي عاشها بقرب السيد .
هو الوحيد بين الرسل الذي تجرأ أن يتكئ على صدر السيد ليلة الصلب في العشاء السري وربما سمع دقات قلب السيد الذي في كل نبضة منه يعلن حبه للبشر وخلاصهم .
ونتيجة لشعوره الحقيقي بمحبة الرب التي لا توصف يوصف هذا الرسول بأنه من أكثر الرسل من كتب عن المحبة محبة الرب ومحبة القريب .
ومن على الصليب والسيد يعاني قمة الألم يودع والدته فائقة القداسة لدى تلميذه الحبيب وبفرح وصمت يقبل التلميذ الحبيب هذه البركة العظيمة .
يعتبر الرسول يوحنا هو المجاهد الصامت بامتياز فقد صمت متأملا عمق ما أدركه من حب الله للبشر ولكنه تخلى عن صمته ففي رسائله الثلاث أعلن كل مكنونات قلبه مدى حبه للرب وحبه لشعب الكنيسة المؤمن وهو الغيور على خلاص المؤمنين .
إنه هنا يؤكد مقولة سيده لا يستطيع الإنسان أن يخدم سيدين .
فمن غمرت قلبه محبة العالم لن تكون فيه محبة الآب السماوي .
ويعلن الرسول كيف تكون محبة العالم لئلا يكون كلامه في العموم وليفهم من يقرأ حيث يقول :
16 لأن كل ما في العالم : شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم
فالكلام واضح لا لُبس فيه من يشبع شهواته في العالم ليس للرب مكان في قلبه أو حياته وكما يقول الرسول بولس اشباع شهوة الجسد هو ضد الروح التي تشتهي بعكس الجسد .
تبدأ شهوة الجسد من العين فآدم وحواء نظرا الشجرة المحرمة أنها شهية للعيون وداود حين أخطأ كان الخطأ من النظر من أعلى قصره .
وهنا يستذكر الرسول الحبيب قول الرب سراج الجسد العين إن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا والعكس صحيح طبعا .
تعظم المعيشة أي انتقاء كل ما يلبي شهوة العين ماذا نأكل وماذا نشرب وماذا نلبس وكل ذلك هو ضد محبة الآب السماوي .
ويستطرد الرسول بالقول :
17 والعالم يمضي وشهوته ، وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد
وهنا على المؤمن أن ينتبه
كل هذه الشهوات العالمية ستمضي فهي شهوات آنية وقتية ثم تمضي فالعين المشتهية ستصبح رمادا وترابا وحتى العلم والطب اليوم يحذران من المآكل الفاخرة بأنها تجلب الأمراض الخبيثة وكثير من الأمراض الفتاكة سببها هو شهوة البطن وتعظم المعيشة .
ما أشد ألمنا اليوم كرعاة حين نرى شعبنا يركض وراء العالم وشهوات العالم تاركين محبة الرب وراكضين في محبة العالم وشهواته التي ستمضي بلا رجعة .
ونعيد استذكار وصية الرب الفائقة التي تقول :
تحب الرب إلهك بكل نفسك وقلبك وقدرتك
وتحب قريبك كنفسك
تلك المحبة هي التي تدوم وتبقى أبدا
فلتبحث يا شهب الرب عن الباقي وتتوقف عن اللهث وراء الزائل
آلاف مؤلفة من القديسين أدركوا مغزى كلام الرب في الإنجيل فكفروا بالعالم وشهواته وعاشوا طريق الرب وما زال ذكرهم قائما حتى اليوم
فاليوم ما زلنا نذكر القديس أنطونيوس الكبير ومريم المصرية وبربارة الشهيدة والقديسة فيلوثيا والقديس باخوميوس والقديس ييراسيموس الأردني واحتلوا حيزا في الليتورجيا الإلهية لاستذكار صفاتهم وتأثيرهم على كل من رآهم .
إلى كل المؤمنين اليوم
راجعوا محبتكم للرب والقريب وانظروا أين ستذهب بكم محبة العالم وشهوات العالم .
راجعوا انتماؤكم للرب ولعروسه الكنيسة المقدسة والأسرار السبعة المحيية .
إن أجمل شيء في الحياة أن يحاسب المؤمن نفسه وبقسوة كبيرة لنروض النفس على محبة الرب والكنيسة وليس محبة العالم وشهواته .
هذه كلمات على قلبي كراع للخراف الناطقة شئت أن أشاركها معكم فتكسبون خلاصكم وتسكنون في مدينة الله التي أنشأها لكم من قبل إنشاء العالم .
والنعمة والبركة تشملكم سرمدا .
آمين

الأيقونة المرفقة للغني وأليعازر

تسلم ايديك اختنا رغدة

موضوع رائع جدا

» لهذا أتيت..ليس لأدين العالم ..بل لأخلص العالم
» البرازيل 2014 كاس العالم البرازيل 2014 اعلانات كاس العالم 2014 تصاميم كاس العالم 2014 صور و تصاميم كاس العالم 2014 كاس العالم 2014 صور كاس العالم 2014 تصاميم كاس العالم 2014
» انا نور العالم
» أطول رجل في العالم
» أسرع هدف في كأس العالم