غباء ظاهري في قراءة الكتاب المقدس

غباء ظاهري في قراءة الكتاب المقدس

قبل كل شيء كلمة ظاهري = غير حقيقي
هنالك الكثير من الناس قرأوا الكتاب المقدس لأهداف وغايات مختلفة .
فالبعض قرأه قراءة نقدية باحثا عن ما يسمى أخطاء أو تناقضات .
والبعض الآخر قرأه كمطلع على التاريخ ويقارن بتواريخ قديمة ويحاول إبراز أخطاء في التاريخ .
وآخرون قرأوا لغايات الفهم الروحي ومحاولة التعرف على فكر الله في التدبير الخلاصي من خلال تعامله مع الناس .
وأخيرا قرأ البعض ليصل لنتيجة حتمية وهي :
العهد القديم من سفر التكوين إلى سفر ملاخي وبكافة أسفاره وترتيبها المنطقي يقود إلى المسيح .
قد أكون أنا شخصيا من الفئة الأخيرة حيث في كثير من الأحيان أقوم بالبحث الدقيق لكل حدث أو مناسبة تخص الرب يسوع المسيح أو والدة الإله بما لها من رموز مباشرة في العهد القديم أو من تنبؤات الأنبياء القدماء لتلك المناسبة .
وهذا في صُلب عملي الكهنوتي أن أبين محبة الله للبشر من خلال كلمته الأزلية التي دونها بأيدي أصفيائه القديسين خصوصا في العهد القديم على مدار 1600 عام قبل المسيح .
ولكني أركز اليوم على بعض اللذين يعانون من الغباء الظاهري .
في الحقيقة أنا أرى أن اللذين قرأوا الكتاب المقدس قراءة نقدية من أمثال أحمد ديدات مثلا أو شيوخ قناة الأحمدية ومن خلال مراقبتي لبرامجهم ونقاشهم أنهم حقيقة ليسوا أغبياء على العكس أستنتج من طرق حواراتهم أنهم أذكى مما نتصور وأكاد أجزم بحقيقة قد تبهر القراء لكلامي هذا أنهم يعرفون ما ورد في الأسفار المقدسة ويدركوا مغزاها العميق وما أراد الوحي الإلهي كشفه للناس عن محبة الله للبشر منذ البدء .
ولكنهم يستعملون ذكائهم في قلب الحقائق التي هم يعرفونها جيدا لإيهام القارئ بعكس ما استنتجوه حول كلمة الله وهذا هو الغباء الظاهري فهم أذكياء فهموا ما قرأوا لكنهم يحاولون إثبات عكس ما فهموا .
وأقول للأحبة المؤمنين جميعا :
لا يمكنكم فهم حقيقة ما يقصده الوحي الإلهي بدون الاطلاع على تفاسير الآباء القديسين وهنا أنوه لكتاب يسمى التفسير التطبيقي للكتاب المقدس وهو من وجهة نظرنا تفسير مشبوه يحقق الفهم البروتستانتي لكلمة الرب خارجا عن روح الآباء القديسين .
فالآباء لم يقرأوا كلمة الرب في الكتاب المقدس فقط بل عاشوا الكلمة عمليا في حياتهم وتفاسيرهم وعظاتهم هي نتاج تجربة عميقة مع الله والعيش بهدي كلمته مطبقين قول المزمور 118 :

ثَبِّتْ خُطُوَاتِي فِي كَلِمَتِكَ، وَلاَ يَتَسَلَّطْ عَلَيَّ إِثْمٌ. 133
كَلِمَتُكَ مُمَحَّصَةٌ جِدًّا، وَعَبْدُكَ أَحَبَّهَا. 140
رَأَيْتُ الْغَادِرِينَ وَمَقَتُّ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْفَظُوا كَلِمَتَكَ. 158
لِتَدْخُلْ طِلْبَتِي إِلَى حَضْرَتِكَ. كَكَلِمَتِكَ نَجِّنِي. 170
من يحب كلمة الرب يفهم مغزاها وهي تثبتنا في الله وتنجينا من الإثم والغادرين لم يفهموا كلمة الرب فصاروا غادرين وهذا من وحي كلمة الرب نفسها .
الآيات السابقة عاشها الآباء القديسون ولهجوا بها لذلك فتفاسيرهم لا ترقى للجالسين وراء المكاتب الفاخرة .
أحثكم يا أحبائي على قراءة كلمة الله والتأمل بها والاطلاع على تفاسير الآباء ليكتمل فهمكم وتبتعدوا عما يسمى الغباء الظاهري لتكون نجاتكم وثباتكم في الرب بواسطة كلمته الحية المبارة والرب مع جميعكم .
آمين

مبارك هو الرب الإله، الذي تنازل فكلمنا، نحن التراب والرماد.

ومبارك هو لأنه أمر أنبياءه القديسين أن يسجلوا لنا كلامه،

فبقى محفوظًا لنا في الكتاب المقدس منفعة لنفوسنا ونورًا لطريقنا.

الرب يباركك اختنا رغدة على هذه المشاركة القيمة

واقول ايضا في موضوعك :

يوجد أعظم رجاء لأعظم خاطئ .............. يقرأ الكتاب المقدّس .

و يوجد أعظم خطر على أعظم مؤمن ....... بيهمل قراءة الكتاب المقدّس .

» قراءة ايات من الكتاب المقدس
» كيف كتب الكتاب المقدس؟
» الكتاب المقدس هو كتاب الكتب أو هو الكتاب.
» سر الافخارستيا (القربان المقدس) في الكتاب المقدس!
» مريمات الكتاب المقدس .....سبع مريمات ذكرن في الكتاب المقدس